Their Love is like all Loves, Their death is like all deaths

9 February - 23 March 2024
Overview

يسرّ مهرجان فنون العلا وصابرينا عمراني أن يقدما «حبهم مثل كل حب، وموتهم مثل كل موت». معرض فني فردي من منال الضويان.

 

يشكّل معرض «حبهم مثل كل حب، وموتهم مثل كل موت» فصلاً من فصول قصة متواصلة تصوغها منال الضويان وتوسّعها منذ معرضها الفردي «وأنا، هل أنسى؟» في عام 2015، حين بدأت باستكشاف عدد من المفاهيم التي نجدها في المعرض الجديد، كالمصالحة والتشافي الذاتي وفهم العمليات الاجتماعية التاريخية التي تحدث في بلدها. وفي جهدها هذا على المستوى الشخصي، تقوم أيضاً بتأريخ التغيرات الوجدانية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية. وحالياً، تعمل الفنانة على تنفيذ تكليفٍ جديد كبير سيُعرض بشكل دائم في المشهد الصحراوي في وادي الفن بالعُلا اعتباراً من عام 2026. وبهذا يعطي معرضُنا فكرة عن تأملاتها المتواصلة وتعمّقها في تاريخ المنطقة وثقافتها وهويتها.

 

في إثر إدراج موقع الحِجر (مدائن صالح) على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2008، وجدت الثقافات النبطية والدادانية واللحيانية القديمة طريقَها إلى عناوين الأخبار مع (إعادة) اكتشاف آثارها من النقوش الصخرية والمدافن الفخمة العائدة إلى ألف عام مضت، والتي تشبه تلك الموجودة في البتراء في الأردن، وذلك في محافظة العُلا شمال غرب المملكة العربية السعودية بلد منال الضويان، ليس بعيداً عن شواطئ البحر الأحمر وعلى أبواب الصحراء القاحلة. شعرت منال بأنها غريبة وبعيدة كل البعد عن هذه المعطيات التاريخية المجتزأة وعن أولئك الناس الذي عاشوا في عصر مضى، في مكان اعتقدت الفنانة أنها تعرفه. ولكنها في الوقت نفسه، أحسّت بدافع لتبنّي تلك القصص وكأنها قصتها. كيف يمكن للمرء أن يتعامل مع قصة لم تُروَ قط؟ ماذا لو أدرك أن قصتَه تنتمي إلى تاريخٍ سيُهجر ويُنسى ليعود إلى الظهور بعد آلاف السنين؟ ما هو تأثير ذلك على الهوية والذاكرة الجماعية؟

 

معرض «حبهم مثل كل حب، وموتهم مثل كل موت» - الذي ينظَّم بالتعاون بين مهرجان فنون العلا وغاليري صابرينا عمراني – يحاول الإجابة على هذه التساؤلات من خلال استكشاف الفنانة لمفاهيم الخلود والزمن، واقفةً أمام الآثار تتساءل عن نسبها وأصولها، سعياً منها إلى فهم منزلتها في سلسلة التاريخ، مدركةً أن كلَّ بنيان وكل كائن حي يحمل في داخله بذرة نهايته.

 

صُمّم المعرض على شكل متاهة مفتوحة كتشبيه للحياة، عبر مسارٍ من الدلالات التي تقود الزائر نحو العثور على دربه لتحقيق تحوّله الداخلي. أما جدران المتاهة فمصنوعة من الحبال. يُطلق على الشريط المركزي من الحبل في العديد من اللغات اسم "روح" الحبل، وعلى الألياف الملتفة من حوله اسم "الأطراف" التي تتداخل وتتضافر وتتشابك حول "الروح". على هذه الصورة، يتشابك حاضر الفنانة مع حاضر أسلافها الذين اكتشفت وجودَهم مؤخراً، حول شريطٍ تاريخي يشدّهم معاً. فالحبال تُستخدم لربط الأشياء في ما بينها، ولهذا تستخدمها منال في عملية التشافي كرمز لإقامة الرابط والتواصل مع أسلافها.

 

قيّم المعرض

خلدون حمد